بعد شهور من متابعة المواجهات اللفظية بين نواب الشعب المغاربة، بدأ الشباب ينفس عن إحباطه من هذا الأداء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع دعوة البرلمان للانعقاد مع بداية موسم تشريعي جديد يوم 11 أكتوبر، ذكر العاهل المغربي محمد السادس جميع السياسيين بالتوقف عن ممارسة السياسة التافهة في خطاباتهم.
وقال الملك “علينا أن نبرز الحاجة إلى إقامة حوار بناء وتعاون وثيق ومتوازن بين البرلمان والحكومة وذلك وفقا لمبدأ فصل السلطات. فمن الضروري ضمان وجود سلوك سياسي صحي يستند على الكفاءة والاتساق والاستقرار المؤسسي وألا نحول البرلمان إلى ساحة للمعارك السياسية التافهة”.
وطالب العاهل المغربي بصياغة نظام عمل للمعارضة البرلمانية حتى تتمكن من القيام بدورها في مراقبة أداء الحكومة وتقديم النقد البناء وطرح مقترحات وبدائل واقعية.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي جمال فرحان إنه يتعين رفع مستوى المعايير الأخلاقية على الساحة السياسية المغربية. وأوضح أن المنازعات غير المبررة بين الخصوم السياسيين يضع الشباب خارج السياسة وقد يدفعهم ذلك إلى مزيد من الانسحاب من عالم السياسة وعدم الاهتمام بها.
وقال فرحان “يجب أن ينتبه البرلمانيون والسياسيون إلى ما يقولونه. فقد أصبح الشباب خارج مجال السياسة في وقت تحتاج فيه الساحة السياسية إليهم بالفعل”.
وأشار إلى أن الصورة القاتمة التي كونها الناس عن البرلمان في حاجة إلى تحسين في أعين المواطنين لكي يستعيد الناس ثقتهم في السياسة. وأضاف قائلا “إذا استمرت نفس الممارسات، خاصة في البرلمان، الذي يشاهد الناس جلساته العلنية من خلال قناة التلفزيون الحكومي، سنرى أكثر النتائج سلبية يمكن تصورها”.
من جهته يرى البرلماني محمد الفاضلي أنه يتعين تطهير السياسة والبرلمان. والطريقة التي يمكن تطبيق ذلك من خلالها تكمن في تبني ميثاق أخلاقي برلماني.
وينتقد الشباب بشدة السياسيين بسبب “مستوى” الملاسنات التي تتم بينهم. يقول الطالب سليم مرواني الذي يبلغ من العمر 21 عاما إن الشباب يريد أن يرى السياسيين يركزون في مناقشاتهم على الأفكار.
ويقول أيضا إن دور السياسيين ليس في الهجوم الشخصي على الخصوم بل في تقديم البدائل والحجج لإقناع الطرف الأخر والمواطنين.
وشاطره الرأي الموظف سلام الشريفي الذي يبلغ من العمر 25 عاما، حيث يقول إن الشباب يراقب عن كثب ما يجري على الساحة السياسية سواء في البرلمان أو في الاجتماعات الحزبية.
وقال في هذا الصدد “لقد أصبنا بالإحباط من مستوى كلامهم. الشباب غير بعيد عن السياسة. على العكس من ذلك فالشباب يتمتع بوعي سياسي، لكن الممارسات التي تعود رؤيتها على الساحة السياسية دفعته إلى مقاطعة الانتخابات أو الابتعاد عن الأحزاب”.
وعلى الرغم من الغضب العام لا يزال العديد من الشباب يؤمن بالسياسة.
يقول الطالب أسامة صندالي الذي يبلغ من العمر 21 عاما “لا يزال بالإمكان تصحيح كل شيء إذا حصل السياسيون والحزبيون على القيادة المناسبة من أحزابهم السياسية. إذا التزم الشباب بالسياسة بأعداد كبيرة، أعتقد أنهم قد يصلون إلى المستوى الذي نأمله”.
من جهته قال سليمان الصراطي الموظف بأحد البنوك في حديث لمغاربية إن على الشباب أن يظل “إيجابيا”.
وأضاف هذا الموظف الذي يبلغ من العمر 28 عاما إنه يأمل أن ما يحدث على الساحة السياسية قد يشكل تحولا نحو تطور سياسي.
عن موقع “مغاربية”