خصّصت يومية نيويورك تايمز الأمريكية في عدد سابق مقالا للمجازر القديمة بالدار البيضاء “الباطوار”، هذه البناية التي تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، والتي تبدو مهجورة ولكنها ليست كذلك، حسب تعبير اليومة الأمريكية.
وتقول كاتبة المقال إنها اكتشفت “الباطوار” قبل ثلاث سنوات خلال آخر زيارة لها للمغرب، وتتحدث عن المصنع الثقافي بهذا الفضاء، والذي يهدف إلى تحويل “الباطوار” إلى مركز ثقافي يعرض فيه الشبان المغاربة فنونهم. وفي هذا الصدد، تقول أورسولا ليندساي، كاتبة المقال، إن هذا الفضاء، الذي يتواجد بالحي المحمدي، يحتضن العديد من التظاهرات الثقافية التي تتنوع ما بين حفلات موسيقية وعروض أزياء ومسابقات في الهيب هوب وعرض أفلام…كما أنه يُستغل من طرف بعض المجموعات الموسيقية والمسرحية للقيام بتداريبها.
ومن جهة أخرى، تفيد “نيويورك تايمز” أن إحدى الجمعيات التي تنشط بالباطوار وجّهت الدعوة، خلال هذه السنة، لممثلي العديد من الأحزاب السياسية لمناقشة رؤيتهم للثقافة من خلال العديد من حلقات النقاش، حيث تم توجيه ثلاثة أسئلة للمشاركين وهي: ما هو الفضاء الذي كنتم ستختارون للقيام بأنشطة ثقافية؟ كيف ستتمكنون من تمويل هذه الأنشطة؟ وما هي السبل التي ستسلكونها لتوجيه رسائلكم لطبقات مخالفة من الجمهور؟
وللأسف، تقول إحدى منظمات هذه النقاشات، لم تكن هناك أجوبة مقنعة، هذا فيما فضّل حزب العدالة والتنمية عدم المشاركة في النقاشات ولم يرسل من يمثله خلالها. وتخلص نيويورك تايمز في نهاية المقال أن الفنانين يجدون أنفسهم في ، بجميع البلدان العربية، بين مطرقة البيروقراطيين الذين يرون أنه يجب على الثقافة أن تخضع لتمويل ومراقبة الدولة، وسندان الإسلاميين الذي يرغبون، في بعض الأحيان، في فرض رقابة على الفنون تحت ذريعة الفجور وقلة الاحترام.
وفي هذا الصدد، ترى كاتبة المقال أن تحويل فضاء الباطوار رسميا إلى فضاء للإبداع مشروع مهم بالنسبة للمغرب وكذلك للمنطقة بأكملها، لأنه لا يجب على السلطات أن تخشى من لقاءات الشباب وتعبيرهم عما يخالجهم بكل حرية، لأن ما يبعث على القلق هو عدم توفير فضاء خاص لهم ليفجرّوا به طاقاتهم الإبداعية في شتى مجالات الفنون والثقافة.