هي إنسانة قبل أن تكون فنانة، شقت طريقها نحو عالم الفن بكل صبر وثبات، وإصرار، واستطاعت بعقلانيتها تخطي كل الصعاب والعوائق، وجعلت منها سلما سيوصلها بالتأكيد إلى عالم الشهرة والنجومية، فنانة مرهفة الإحساس، جميلة الروح، طيبة القلب، وخفيفة الظل، إنها الممثلة والفنانة التطوانية “نعيمة بوزيد”، التي شاركت في العديد من الأفلام المغربية وحازت على جائزة أحسن دور نسائي في المهرجان الدولي المتوسطي بطنجة. كما مثلت في مجموعة من الأفلام الأجنبية حيث لها أكثر من أربعة عشر فيلما أجنبيا.
التقتها “أكورا” بمسرح اسبانيول بتطوان وسألنها فأجابتنا بكل عفوية وبساطة وقربتنا كثيرا من حياتها ومسارها الفني، وهذا نص حوارنا معها:
لنبدأ بالسؤال عن جديد الممثلة “نعيمة بوزيد” سواء في عالم التلفزيون أو السينما؟
أولا أتقدم لك ولموقع “أكورا بريس” المتميز. بالنسبة لجديدي، انتهيت مؤخرا من عمل يجمعني بالمخرج المغربي جيلالي فرحاتي، وهو فيلم سينمائي طويل بعنوان “أحلام وسادة”، قبله كان لدي فيلم لمحمد إسماعيل بعنوان “الزمن العاكر”.
حاليا لدي ثلاث أعمال لم أخذ بشأنها أي قرار بعد، لكن هناك عمل في القريب سيكون في شهر يونيو حيث سيتم تصويره بمدينة الدار البيضاء وسيكون من بطولتي إن شاء الله.
كما كانت لدي مشاركات عديدة في أفلام مغربية وأجنبية مختلفة، كفيلم “النوارس” لمخرجه مومن السميحي، و “الطنجوية” للمخرجة الألمانية إيرين فون ألبرتي، وفيلم “استر ما استر الله” لفريدة بليزيد، وفيلم “طيارة الورق” لعز الدين الوفي، وفيلم مع المخرج الاسباني “اينياكي”، كذلك فيلم “الزمن العاكر” لمحمد لسماعيل، وفيلم “رحمة” لمخرجه الشاب “محمد سعيد الدردابي”، إضافة إلى أفلام أخرى مغربية وأجنبية لأنني مثلت أكثر من 14 فيلما أجنبيا.. وكما قلت في البداية أنني بصدد عمل يجمعني بالمخرج المغربي جيلالي فرحاتي وهو فيلم “أحلام وسادة”.
لعبت دور البطولة في فيلم “شعرك الأسود إحسان” للمخرجة المغربية العراقية، طالا حديد. هلا حدثتنا عنه؟
فيلم “شعرك أسود يا إحسان” له مكانة خاصة في قلبي لأنه كان ثمرة مجهود خاص مني، وهو أول عمل أخذت فيه دور البطولة وأخذت عليه جائزة أحسن دور نسائي في المهرجان الدولي المتوسطي بطنجة، وهو الفيلم الذي فتح لي أبواب السينما لذا فمكانة هذا الفيلم لن تزول، وفي كل مرة أتذكره تدمع عيناي، ففيه أجمل الذكريات وفيه تعرفت على أكبر المخرجين والممثلين.
ما تعليقك على فوزك بجائزة أحسن دور نسائي في مهرجان طنجة المتوسطي للفيلم القصير سنة 2006؟
كان شرف لي، وكنت جد سعيدة بذلك، ففي 16 شتنبر 2006 ولدت نعيمة بوزيد الممثلة بشكل احترافي، فقد كنت مارست المسرح والسينما مع فرقة التأسيس المسرحي للمسرح والسينما، لكن فوزي بجائزة كبرى هو الذي منحني وأعطاني دفعة وشحنة وثقة بالنفس كي أستمر وأواصل بجد وكفاح.
فزت بالجائزة فس سنة 2006 ونحن الآن في سنة 2013، وخلال هذه المدة (أي مدة سبع سنوات) اشتغلت فيها بعقلانية، حيث لا يمكن لي أن أشارك في أي فيلم أو في أي إنتاج، لأن توجهي الفني أصبح يتطلب مني أن أختار أدوارا تناسبني وتضيف لمسيرة نعيمة بوزيد.
كل تجربة إبداعية تعترضها مجموعة من المشاكل والعوائق، أنت كفنانة ماهي العوائق والصعوبات التي تواجهك؟
“مبتسمة”، عندما يطرح علي هذا السؤال تدمع عيناي لأنني أتذكر الصعوبات التي واجهتها في مساري الفني فقد كانت كثيرة، ومن يظن أن طريق الفن سهل فهو مخطئ، لأن طريقه كالبستان من الورود لكن تلك الورود مليئة بالأشواك، يعني عند قطفها لابد أن نحذر من تلك الأشواك، وهكذا مجال الفن.. صراحة عانيت كثيرا وهذه المرحلة التي أنا فيها الآن وصلت إليها بموهبتي وكفاءتي وعن جدارة واستحقاق.
الكثير من الممثلات يستخدمن أجسادهن في محاولة للوصول السريع إلى الشهرة و النجومية فكيف تجد نعيمة بوزيد لها مكاناً لدى الجمهور و هي تعتمد على الأصالة في التمثيل ؟
بالنسبة لي أعتمد دائما على الاختيارات العقلانية، لذلك أجد اختياراتي صعبة في انتقاء المخرجين أو سيناريوهات، والحمد لله توجهي غير توجه الفنانات اللواتي يعتمدن على أجسادهن أو جمالهن أو أي شيء آخر..
مسيرتي الفنية تشهد بأنني بدأت في المسرح والسينما ولم أعتمد على جسدي، بل اعتمدت دائما على كفاءتي، وهذا ما يشهد به جل المخرجين الذين عملت معهم، حيث إنهم يعترفون بكفاءتي في التمثيل.
ما الذي ينقص الأفلام المغربية لتنتشر في الوطن العربي كما هي حال الأفلام المصرية أو التركية أو الخليجية ؟
الذي ينقص المجال الفني المغربي بصفة عامة هو التوزيع، لأن الأعمال المغربية لا تتوزع خارج أرض الوطن عكس المصريين أو السوريين أو العرب بصفة عامة، يقومون بتسويق وتوزيع أعمالهم خاصة وأن لديهم قنوات عديدة للتوزيع.
وأؤكد أن المشكلة التي نعانيها هي مشكلة التوزيع فقط. لأننا نملك مخرجين وممثلين وسناريست كبار ولدينا أيضا مواهب كثيرة، نحن مادة خامة لا بد لنا من مصنع يصنع منا شيئا جميلا، فلدينا كل شيء وأعمالنا جيدة، تأخذ دائما جوائز عالمية ودولية في مهرجانات كبيرة، أذكر على سبيل المثال المخرج المغربي نبيل عيوش الذي يفوز دائما بجوائز كبرى خارج المغرب وغيره كثير..
ما أحب الأدوار التي تتمنين تجسيدها مستقبلا؟
أتمنى أن أمثل دور رومانسي يجمع بين الحب والوفاء خاصة أنني بصدد الدخول في تجربة مقبلة على هذا المنوال، أتمنى أن ألعبه عما قريب، لأن أدواري السابقة كانت عبارة عن أدوار درامية.
هل هذا يعني أن نعيمة بوزيد في حالة حب؟
لا، بصراحة ليس لدي الوقت لكن الفنان حساس بطبعه وأي شيء جميل يعجبه، فنحن حساسين وعواطفنا جياشة تجاه كل الناس، تجاه الوطن، وكل شيء جميل.. أتمنى أن أحظى بإنسان لنكمل معا هذه الحياة ويكون سندا لي في كل الصعاب.
كلمة أخيرة لجمهورك؟
هي ليست بكلمة أخيرة، لأنني أتمنى أن نلتقي مجددا في هذا الموقع المتميز، وأشكر الجمهور المغربي بصفة عامة والجمهور التطواني بصفة خاصة، والذي يساندني دائما وباستمرار، والحمد لله علاقتي معه جيدة حيث نتواصل دائما سواء عبر الموقع التواصلي فايسبوك أو عبر الهاتف، كما أعده بالجديد عما قريب مع المخرج الكبير جيلالي فرحاتي.
أكورا بريس: حاورتها سمية العسيلي