وضعت المصالح الأمنية المغربية أفراد الجالية السورية المقيمة بالمغرب، والوافدين السوريين تحت المراقبة، بعد تفجر الثورة ضد نظام الأسد.
وعلمت يومية “الخبر” أن قرارا أمنيا اتخذ على أعلى مستوى لرصد تحركات حاملي الجنسية السورية، وأنشطتهم وعلاقاتهم مع هيآت المجتمع المدني والهيآت الحقوقية، مع التركيز على تحركات السوريين داخل محيط المساجد المنتشرة بالأحياء الشعبية، والتي يؤمها أعضاء من التيار السلفي، أو المتعاطفين معه.
وحسب مصدر”الخبر”، فإن التحركات الأولى انطلقت برصد نزلاء الفنادق من حاملي الجنسية السورية، ووسط بعض التجمعات ببعض المطاعم الفاخرة بالدار البيضاء، والتي يمتلكها مواطنون سوريون ولبنانيون، وكذا بنقاط محددة بشكل جيد لدى مصالح الأمن.
وحسب مصدر خاص، فإن قرار السلطات الأمنية بمراقبة أفراد الجالية السورية، راجع إلى توفر معلومات استخباراتية موثوقة، رصدت تركيز نشطاء سوريين على استقطاب شباب التيار السلفي المغربي، وتسفيرهم إلى سوريا، لتعزيز صفوف الجيش الحر المنهك بعد مرور سنة ونصف على اندلاع شرارة الثورة.
وكشف مصدر”الخبر” أن مبرر تخوف السلطات الأمنية، مرده إلى احتمال تسهيل السوريين المقيمين بالمغرب، لمواطنيهم القادمين من سوريا والراغبين في إقناع متطوعين شباب مغاربة بالقتال إلى جانب الجيش الحر.
وتحدث مصدر”الخبر” عن تضييق السلطات الأمنية الخناق على حاملي الجنسية السورية، والذين يحاولون الدخول إلى الأراضي المغربية عبر الحدود الجزائرية، بينما تلاحق بنفس الهواجس، السوريين الحاصلين على تأشيرة زيارة المغرب من سفارة المملكة ببيروت.
وتتخوف المصالح الأمنية، من تأثير الإغراء المالي على المستهدفين من هذه العملية، خاصة في ظل وفرة السيولة المالية للمشرفين على عمليات الاستقطاب، بسبب سخاء التمويلات المالية التي استفاد منها معارضو الأسد، إضافة إلى توظيف الخطاب الديني، وإثارة الحمية المذهبية، من خلال الحديث عن استهداف السنة، واستقواء الأسد بإيران التي تتهم من قبلهم بتدبير مخطط جهنمي لتصفية السنة، واجتثاثهم من سوريا، محيلين بذلك على النموذج العراقي.
وستنصب نقاط مراقبة السوريين على محيط المساجد الواقعة داخل الأحياء الشعبية، وببعض المدن التي ينتشر فيها أتباع التيار السلفي، من قبيل سلا، طنجة، تطوان، الدار البيضاء ومراكش، وحول أي علاقة محتملة لمواطنين سوريين انتشروا مؤخرا ببعض المدن، ويحاولون اختراق بعض الجماعات الدينية، من أجل تنفيذ مخططاتهم.
كما تحقق السلطات الأمنية في معلومات تتحدث عن دخول مؤيدي الأسد للأراضي المغربية لأهداف غامضة، رغم أن التركيز الأكبر منصب على وأد عمليات تجنيد السلفيين المغاربة للالتحاق بسوريا.