القطار الذي جعل ركابه يعيشون ساعتين من “الخلعة” والتأخر: تصوير: أكورا بريس
عاش ركاب القطار الرابط بين محطة “الدار البيضاء الميناء” والرباط، بعد ظهر السبت 8 شتنبر الجاري، ساعتين من “الخلعة” والتأخر، بعد أن توقف القطار في الخلاء بضواحي بوزنيقة، وكادت النيران أن تشتعل في إحدى عرباته لولا يقظة بعض الركاب، الذين انتبهوا إلى رائحة غريبة، وتأكد أن الأمر يتعلق ببداية اشتعال النار بسبب تماس كهربائي.
وكان هذا القطار، الذي انطلق من محطة “الدار البيضاء الميناء” على الساعة الثانية عشرة و20 دقيقة، توقف حوالي ساعة بمحطة بوزنيقة، ولم يُخبر الركاب بسبب التوقف، واعتقد البعض أن السائق غادر القيادة لتناول وجبة الغداء. الغريب في قطارات الخليع” أنها صماء لا تتحدث إلى الركاب، ولا تُخبرهم من أين انطلقوا وإلى أين يتوجهون؟ والغريب فيها أيضا أنه لا تخضع للصيانة والمراقبة التقنية اللازمة.
تنفس الركاب الصعداء بعد أن شرع القطار في التململ، وما إن ابتعد عن محطة بوزنيقة بحوالي كيلومترين، حتى توقف نهائيا عن الحركة في الخلاء، بدون مكيف، وكانت الأبواب مغلقة خوفا من هجوم المنحرفين واللصوص، خاصة أن القطار لم يكن بداخله إلا حارس أمن واحد، وقابض واحد، وكان مملوءا عن آخره، وأكثر ركابه نساء وأطفال.
لكن ما أن انتبه الركاب إلى أن الأمر يتعلق بعطب في كهرباء القطار، وانتشر خبر اشتعال النيران حتى بدأ الجميع يغادره من بعض الأبواب التي فُتحت.
حاول القابض الوحيد أن يطمئنهم، طالبا منهم الرجوع إلى القطار في انتظار وصول آخر لنقلهم، لكن لا أحد استمع إلى كلامه، إلا الذين كانوا لا يزالون داخله.
تمت السيطرة على الحريق، وانتظر الركاب وصول قطار آخر وركبوه بعد أن عاشوا ساعتين من “الخلعة” و”روطار”.
أكورا بريس