الممثلة المغربية مرية شياظمي
أنوثة تعبر عنها ابتسامة هادئة ووجه جميل، تخفي وراءها تحديا وثقة بالنفس، تسعى جاهدة للوصول إلى مبتغاها. تعترف أن الخوض في غمار عالم السينما ليس بالشيء السهل، لكنها مصرة على إكمال مشوارها الفني بكل ثقة وثبات. إنها الممثلة المغربية “مرية شياظمي”، التي بدأت في أدوار صغيرة لأنها لم تهتم بحجم الأدوار بقدر ما اهتمت بقيمة الدور المعطى لها.
معها كان “لأكورا بريس” هذا الحوار:
– بداية حدثينا عن أهم اللحظات التي واكبت بداية تجربتك الفنية سينمائيا وتلفزيونيا؟
بداية أنا من مواليد مدينة الرباط، خريجة المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي دفعة 1999. حصلت على دبلومي في فترة كانت فيها السينما المغربية لا تعرف قيمة عند المشاهد المغربي، ولم يكن هناك أي اهتمام كبير بالفن أو الفنانين، فقد كنت أرى أن اللقاءات كانت تتم فقط في المقهى من أجل الحديث عن العمل، وكان الفنان بصراحة يعمل في ظروف صعبة، هي ظروف لا أستطيع شخصيا تحملها.
عندما أخذت “دبلومي” ذهبت إلى فرنسا لإكمال دراستي، سافرت إلى مدينة “كان” بهدف الدراسة في إحدى المدارس العامة، لكني لم أنجح مباراة ولوجها، بعدها عدت إلى فرنسا من أجل إجراء تدريب، فاكتفيت بذلك ورجعت إلى المغرب.
بدايتي في مجال التمثيل كانت سنة 2006 حينما التقيت بأشخاص في المعهد حيث كانوا في مدينة الرباط منشغلين بتصوير مسلسل “الأخطبوط” لمحمد أقصايب، هنا كانت البداية وكانت هذه التجربة بالنسبة لي جيدة رغم أن الدور الذي أسند إلي كان صغيرا إلا أن البداية كانت جيدة.
وفي سنة 2008 أديت أول دور رئيسي لي في فيلم “فينك أ ليام” للمخرج إدريس شويكة، وكان هذا الفيلم قد عرض في العديد من المهرجانات المغربية والدولية من بينها المهرجان الدولي بالرباط، الذي فزت فيه أنا والممثلين بجائزة أحسن دور لسنة 2009. وكانت هذه البداية مشجعة لي لأكمل في هذا الطريق.
بعد هذه البداية لعبت عدة أدوار أخرى في عدة مسلسلات، كمسلسل “دار الورثة” “صالون شهرزاد” “زينة الحياة” وغيرها..
– إذن ما الأفضل لك السينما أم التلفزيون؟
أفضلهما معا، لأنهما يكملان بعضهما البعض، فالتلفزيون يعرفك بالجمهور أكثر وتصبيحين مؤلوفة لديهم، أما السينما فمن أهم إيجابياتها أنها تجعل الأفلام تعرض في المهرجانات داخل المغرب وخارجه.
– ما هي الأعمال التي قربتك كثيرا من الجمهور المغربي؟
لاحظت أن الدور الذي لعبته في مسلسل “زينة الحياة” رغم أن ظهوري فيه لم يكن كثيرا إلا أن الناس تحدثوا كثيرا عن دوري في هذا المسلسل. أيضا تعرفوا علي من خلال مسلسل “دار الورثة”، الذي مثلت فيه مع الأستاذ عبد الجبار الوزير وكان شرفا لي أن أؤدي دوري كـ(ضيف شرف) معه، فهذا المسلسل أيضا لاقى إعجاب المشاهد. وهذا هو ما أريده لأن حجم الأدوار بالنسبة لي لا تهمني، فما يهمني هو قيمة الدور الذي أمثله.
– هل أنت مع الأفلام الجريئة، أقصد تلك التي يُعتمد فيها على الإثارة بالجسد، للوصول إلى الشهرة والمال؟
لا. أنا لست مع الأفلام الجريئة بهذا الشكل للوصول إلى الشهرة والمال، لأن احترامي لنفسي وللآخرين يمنعني من ذلك، أنا وكما سبق وقلت لك لا يهمني أن يكون دوري كبيرا في المسلسل بقدر ما يهمني أن يكون له قيمة كبيرة وأن يعجب المشاهد وأن يكون مختلفا عن شخصيتي.
– بالنسبة إليك هل تشهد السينما المغربية الآن تطورا مستمرا أم العكس هو الصحيح؟
أكيد تشهد تطورا كبيرا، فسابقا لم يكن هناك اهتمام كبير بالفن ولا بالفنانين، فحتى المشاهد المغربي كان إن صادف فيلما أو مسلسلا مغربيا سرعان ما يغير القناة، لكن الآن تغيرت الظروف وأصبح الناس يولون اهتماما كبيرا بالأفلام والمسلسلات المغربية. وهذا راجع بالأساس إلى الإعلام، الذي كان له دور في التعريف بالفن والفنانين.
– أخبرينا إذن عن جديدك في عالم السنيما والتلفزيون؟
لدي دور أول في فيلم للمخرج “إدريس شويكة” كنت قد صورته العام الماضي وربما سيعرض في رمضان هذا العام واسمه “ثلاث فتيات”، كذلك لي دور رئيسي في “لابريكاد” مع عادل الفاضلي، إضافة إلى مسلسل “دارت ليام”، هذا الفيلم الذي نحن بصدد تصويره الآن.
أيضا لدي دور مهم وجميل في مسلسل “الحياني” لكمال كمال والذي سيعرض في رمضان، ألعب فيه دور فاطمة زوجة الممثل القدير “محمد البسطاوي”. وفي فيلم لحسن بنجلون “القمر الأحمر” ألعب دور جميل فيه صديقة وجارة “عبد السلام عامر”
– ما هدفك الأسمى في عالم الفن على المدى البعيد؟
هدفي في عالم الفن هو أن أقوم بتمثيل الأدوار على مستوى جيد تعجبني وتعجب الجمهور أيضا، وأن يرى الجمهور أن هناك موهبة وليست فقط ممثلة تقوم بأداء دورها في فيلم او مسلسل.
أحب أن أخدم الفن قبل أي شيء آخر وأن أكون راضية عن نفسي وكذا الآخرين راضون عني، أتمنى أن أتقدم باستمرار في مجال الفن. أحب أن أكون موهبة قبل أن أكون مشهورة لأن الشهرة ليست هدفي فالهدف بالنسبة لي هو أن أقدم شيئا في المستوى.
أكورا بريس/ حاورتها: سمية العسيلي