بوريطة يبرز ب’سوتشي’ رؤية الملك والمبادرات الملكية من أجل إفريقيا
الطالب سفيان أزمي
على إثر البيان الصادر عن منظمة تجديد الوعي الطلابي، وما تداولته بعض وسائل الإعلام حول مزاعم اختفاء الطالب سفيان أزمي حسني من مدينة فاس في ظروف غامضة منذ تاريخ 5 ماي 2012، وتبعا لما سبق توضيحه في بلاغين سابقين، وعلى إثر انتهاء الأبحاث المأمور بها في القضية، فإن وزارة العدل والحريات توضح للرأي العام أنه بمجرد إشاعة خبر اختفاء الطالب المذكور، قامت النيابة العامة بتكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء والمصلحة الولائية للشرطة القضائية بفاس بالبحث في الموضوع، حيث تم الاستماع إلى أحد أصدقائه الذي أكد في محضر تصريحاته زيارته له بمنزله بنفسه يوم الاختفاء، مخبرا إياه بعزمه الابتعاد عن مدينة فاس والسفر إلى مدينة وجدة، وباقتراح من المستمع إليه غير وجهته إلى مدينة الدار البيضاء، بعدما رافقه إلى محطة وقوف حافلات النقل الحضري وبها ألح عليه كي يتصل هاتفيا بوالدته ويخبرها بواقعة سفره، الشيء الذي تم بالفعل ليتوجه بعد ذلك إلى المحطة الطرقية، مؤكدا أن سفيان فر من منزل والديه طواعية.
وبعد تكثيف التحريات تم التوصل إلى أن الطالب سفيان أزمي حسني يوجد نزيلا بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بمدينة سلا، التي انتقلت إليه الشرطة القضائية للبحث في ظروف تواجد المعني بالأمر بالمستشفى المذكور، حيث تبين أن المعني بالأمر قد أحيل على قسم المستعجلات بناء على تسخير من ضابط الشرطة القضائية العامل بالدائرة الخامسة بسلا، ونظرا للحالة المرضية للمعني بالأمر التي استعصى معها على معالجيه التوصل إلى معلومات حوله أو حول أسرته للتمكن من إشعارها، ارتأى الطبيب المعالج الاحتفاظ به من أجل العلاج، وللتأكد من هذه المعطيات انتقلت عناصر الشرطة إلى مقر الدائرة الخامسة بسلا، حيث اتضح بعد الاطلاع على تقرير ديمومتها، أن سفيان أحيل على مداومة الدائرة من طرف سيارة النجدة 30 بعد ضبطه بالمحطة الطرقية في حالة نفسية غير طبيعية، وحرر له تسخير من طرف ضابط الشرطة القضائية المداوم أحيل بموجبه على مستشفى الرازي، وبعد ذلك تم الانتقال إلى مركز الشرطة بالمحطة الطرقية ومعاينة سجل الأحداث اليومية المتعلقة بالمركز، فتبين أن سفيان أزمي حسني كان ضمن ركاب حافلة ” باب الله” التي تربط مدينتي البيضاء ووجدة، والتي أقلعت من مدينة الدار البيضاء على الساعة الرابعة والنصف صباحا من يوم 06/05/2012 (أي بعد يوم واحد من تاريخ مغادرته لبيت عائلته)، وبوصولها إلى المحطة الطرقية نزل سفيان حاملا بيده مصحفا وشرع يصيح بصوت عال بعبارات تشير إلى عدم اتزانه، وإثر محاولة الشرطي التدخل لاذ بالفرار بعد أن قفز عبر الحائط المسيج للمحطة إلى وجهة مجهولة، ليعود حوالي الساعة 10 و40 دقيقة من نفس الصبح، وهو في حالة هستيريا دفعت عناصر الشرطة إلى إخبار قاعة المواصلات لمدينة سلا التي وجهت سيارة النجدة التي نقلته إلى الديمومة.
كما تم الاستماع إلى الشرطي الذي كان يزاول عمله بالمحطة الطرقية، وطاقم النجدة للشرطة 30 وثلاث شهود بمن فيهم سائق الحافلة، التي كانت تقل المعني بالأمر ومساعده الذين أكدوا المعطيات السابقة. وتأسيسا على ذلك تم الاستماع إلى الطبيبة العاملة بمستشفى الرازي للأمراض العقلية التي استقبلت المعني بالأمر في أول الأمر وصرحت بأن المسمى سفيان أزمي حسني كان يعاني ساعة استقباله من حالة هذيان حادة وتم وضعه بنفس التاريخ تحت المراقبة الطبية لتلقي العلاج بواسطة مضادات الهذيان والمسكنات كما أكدت أنها لم تعاين أي آثار للعنف أو ما شابه ذلك أثناء عرضه عليها، مضيفة أن المعني بالأمر كان يرفض إعطاء معلومات حول عائلته أو سوابقه المرضية.
وتبعا لما ذكر، وحسب ما هو ثابت بسجلات المستشفى، قرر الطبيب المعالج الاحتفاظ به قيد المراقبة إلى غاية يوم 21/05/2012 بعد ظهور بوادر تحسن حالته والتمكن من الاتصال بأسرته، حيث تم تسليمه لوالده على أساس متابعة علاجه بمستشفى ابن الحسين للأمراض العقلية بفاس.
واستنادا إلى ما تقدم، تم إجراء خبرة طبية شرعية ثلاثية (ثلاثة أطباء)، مؤرخة في 26/05/2012، بأمر من النيابة العامة بفاس، أسفرت نتائجها عن أن المعني بالأمر يحمل رضوضا على مستوى معصميه وكوعيه نتيجة مقاومته للتكبيل الذي أمر به الطبيب المعالج بهدف إخضاعه لعلاجات مستعجلة.
وبناء عليه فإن وزارة العدل والحريات، تؤكد أنه لا صحة مطلقا لأي اختطاف، أو اختفاء قسري، أو تعذيب، تعرض له الطالب سفيان أزمي، وأنها تضع ملف القضية كاملا رهن إشارة الجمعيات الحقوقية المعنية لكل غاية مفيدة.
وزارة العدل والحريات”