بوريطة يبرز ب’سوتشي’ رؤية الملك والمبادرات الملكية من أجل إفريقيا
يبدو الشيخ حسن الكتاني وكأنه يقيس طول وجدية لحية الشيخ عمر الحدوشي
قبل أشهر استفاد الشيخ عمر الحدوشي، أحد أقطاب الجهاديين من العفو بطلب شخصي من وزير العدل والحريات. مسألة إدراج اسم الشيخ ضمن طلب العفو لم تكن سهلة كانت مغامرة بالمعنى الحقيقي لأن الرجل قبل استفادته من العفو لم يُبْدِ ولو لمرة واحدة أدنى تراجع عن مواقفه، ولم يدن ولو عملية إرهابية واحدة حتى يتحمل مسؤوليته في سحب غطاء الشرعية الدينية عن العمليات التي استهدفت الأبرياء، ومع ذلك استفاد على غرار باقي الشيوخ من الإجراء الاستثنائي وبضمان شخصي من وزير العدل والحريات على أمل أن يراجع نفسه كما راجع غيره من الشيوخ مواقفهم حول الدولة المدنية ومشروعية الجهاد في أرض المسلمين والديمقراطية والبرلمان وغيرها من القضايا.
بعد خروج الرجل أخذ موقفا من باقي الشيوخ، حيث قاطع الشيخ محمد الفيزازي واستجاب لطلب الخالة فتيحة المجاطية في ضرب مصداقية الشيخ عبد الوهاب الرفيقي “أبو حفص”، بسبب المراجعات الفكرية التي دافع عنها وهو قيد الاعتقال.
الخالة فتيحة المجاطية لم تغفر لأنصار عبد الوهاب الرفيقي تهميشها داخل تنسيقية عائلات المعتقلين، حيث حرمت من الريادة ومن قيادة تأجيج الاحتجاج داخل السجون حتى تستثمر ذلك في الخارج من أجل ضمان سيولة المساعدات.
ولأنها ليست من عائلات المعتقلين فقد تَزَوَّجَتْ من معتقل حتى تضمن لنفسها الصفة لكي تستمر في الاحتجاج الذي يضمن وفرة السيولة الكربوزية من بريطانيا والنعيمية من قطر، لكن يلزمها شيخ يأصل مواقفها الصدامية ويعطيها سندا ومشروعية دينية، الذي لم يكن إلا الشيخ عمر.
الشيخ عمر والخالة فتيحة لا تجدهما إلا حيث توجد الإضرابات عن الطعام حتى تبقى سجون المندوبية حبيسة الزمن الماضي، عوض البحث عن الحلول، لا يبدعان إلا في تعويص المشاكل، ففي الوقت الذي تطوعت فيه بعض الفعاليات من أجل إيجاد حلول للمشاكل المطروحة كانت الخالة فتيحة وشيخها يؤكدان على استمرار الإضرابات عن الطعام ويدفعان الأهالي لوضع الأكفان أمام إدارات سجون المندوبية، ودفع الأهالي للضغط على ذويهم من أجل الاستمرار في الإضرابات حتى يستمر الوضع على ما هو عليه، لا يهم بالنسبة لهما أن يموت المضرب أو أن يصاب بعاهة مستديمة جراء امتناعه عن شرب الماء، من أجل مطالب من قبيل عدم إخضاع زوار المعتقلين وزنازنهم للتفتيش، وحق المعتقلين تسلم المؤن من إدارة السجون وطبخها في زنازنهم وعدم مؤاخذتهم على غزوة سجن سلا وأشياء أخرى.
هناك سؤال واحد على الأهالي أن يوجهوه للشيخ: لماذا لم يضرب هو ليوم واحد أيام كان في سجون بن هاشم، التي لم تعد اليوم بالسوء الذي كانت عليه؟ ولماذا لم تضرب الخالة فتيحة المجاطية عن تحصيل أموال محمد الكربوزي من الخارج؟
سجون المغرب كباقي سجون العالم قد تحصل فيها تجاوزات المسؤول عنها سياسيا، المندوب العام ورئاسة الحكومة، أما المسؤولية الجنائية لكل تجاوز للقانون فهو مسؤولية شخصية لمقترفها وليس كل موظفي المندوبية ومسؤوليها، غير أن الشيخ لا يحب في المندوبية إلا مندوبها العام ويريد منه أن يحول السجون إلى مخيمات وزارة الشبيبة والرياضة، لا تملك فيها المندوبية السلطة إلا على الجدران لضمان عدم تَآكلها وتفتتها حتى تبقى الواجهات حاملة ليافطات المندوبية لا غير.
الشيخ يريد أن تتحول كل مؤسسات الدولة الردعية إلى جدران شكلية، حيث تمارَس كل أشكال مخالفة القانون ليل نهار فقط لأنهم جهاديون، عوض أن يتحمل مسؤوليته كمرجع في سحب غطاء الشرعية عن أعمالهم الإرهابية وغير الإرهابية المنافية للقانون، لكنه حب الجنيه الاسترليني، الذي لا يستقيم إلا مع استمرار الطاحونة في الدوران، حتى تلد الأورو والجنيه الضروري لكي يستلذ غير القابعين في السجون من ملذات الحياة وفي مقدمتهم الخالة فتيحة المجاطية، لا يهم من يموت أو من تتعطل كِلْيَتُه عن وظائفها المهم أن يستمر الصبيب من لندن والدوحة.
أكورا بريس