فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
بقلم: خالد أشيبان: فاعل سياسي وجمعوي
تخيلوا معي ماذا سيحدث لو اتخذ السيد بنكيران رئيس حكومتنا القرار التالي ابتداء من فاتح شتنبر لسنة 2012, لا يسمح لأي مسؤول سامي في الدولة من وزراء و كتاب عامين و مدراء و ولاة وعمال وبرلمانيين ورؤساء المجالس الجهوية ومجالس المدن والجماعات وغيرهم بتدريس أبنائهم إلا بالمدارس الوطنية العمومية، ولا يسمح لهم بتطبيب أنفسهم وعائلاتهم إلا بالمستشفيات العمومية، ومن يثبت عدم التزامه بهذا القرار يعتبر معفياً من مهامه.
قرار بسيط كهذا سيغير أشياء كثيرة في زمان قياسي لسبب بسيط ومنطقي: كل مسؤول سيجد نفسه معنياً وبطريقة مباشرة بهموم المغاربة لأن أبناءه وعائلته وهو نفسه سيعيشها.
ستصبح مدارسنا في المستوى لأن ابن البرلماني والوزير والعامل والسفير يدرسون بها مع كافة إخوانهم أبناء هذا الشعب. ستصبح مستشفياتنا في المستوى لأنها ستستقبل في أية لحظة الوزير والوالي والمدير وزوجة العمدة ورئيس الجامعة. ستصبح جامعاتنا في المستوى لأنها تستقبل مع الفقير ابن المسئول الكبير. سيشعر المغربي بتكافؤ الفرص بين أبنائه وأبناء من يملكون النفوذ والمال. سيشعر المواطن البسيط أن ممثليه يحسون بهمومه لأنهم يعيشونها كذلك.
سيفكر أي شخص يسعى لتحمل المسؤولية ألف مرة قبل أن يتقدم بطلبه هل هو فعلاً مستعد لتقاسم هموم المغاربة هو وعائلته. سيتخلى الكثير عن هذا الحلم لعجزهم عن التخلي عن حياة الرفاهية ولمس واقع المغاربة بأيديهم وليس عن بعد. سيتدخل الجميع وبسرعة لحل أي مشكل لأنه و ببساطة يعنيهم و عائلاتهم قبل أن يعني المواطنين المغاربة.
سيحضر البرلمانيين في كل جلسة و سيطرحون الأطنان من الأسئلة لأنهم ببساطة عاشوا مشاكل المواطنين بين الجلسة والجلسة الموالية ولأن حل أي مشكل هو في نفس الوقت حل لمشكل يخص البرلماني وأبنائه بقدر ما يخص المواطنين الذين يمثلهم. سيجتهد الوزير في إيجاد الحلول وبسرعة لأنه و عائلته يعيشون نفس المشاكل كسائر المواطنين. سيناضل العمدة ورئيس الجهة ورئيس مجلس المدينة لتحسين المرافق لأنها و ببساطة تستقبل أبنائهم مع أبناء المواطنين.
مادمنا نعيش في مغربين فلن تكون هناك حلول، مادام متخذي القرارات بعيدون عن الشعب وهمومه ولا يعيشونها يومياً فلن يجدوا لها حلاً. يجب أن نوحد المغربين و هذا لن يتأتى إلا بقرارات بسيطة و فعالة من هذا النوع. يجب أن يقبل من يسعى إلا المسئولية أن يتقاسم مع المواطنين همومهم ليحس بما يحسون ويقترح الحلول المناسبة لأنه يعيش المشكل بنفسه دون أن ينتظر وسيطاً بينه و بين من اختاروه في ذلك المنصب.
يجب أن نتخلص من أنانيتنا أولا.