ترى أمال بنبوبكر، باحثة فرنسية من أصل جزائري مختصة في الإسلام السياسي، أن فوز حزب العدالة والتنمية المغربي جاء بناء على الخطاب الذي أسس له الحزب، معتبرة أنه فوز جاء في نطاق سياق خاص، وفي ما يلي ترجمة للحوار الذي خصت به مجلة جون أفريك.
هل يعود فوز الإسلاميين بالانتخابات، سواء في تونس أو المغرب، إلى موجة الربيع العربي؟
إن التيار الإسلامي ليس ابنا طبيعيا للثورات، يجب ألا ننسى أن الإسلاميين لم يكونوا في الشارع حين اندلعت الأحداث، وفي جميع الأحوال لا يمكن القول إن الإسلام الإيديولوجي هو الفائز، بل يمكن القول إن الأنظمة لها مصلحة اليوم في هذا التحول عبر لعب ورقة العدالة الاجتماعية، التي تحرك الإسلاميين، الذين ومن جهتهم، لهم مصلحة في الوصول إلى مراكز القرار. إن فوز الإسلاميين بالانتخابات هو نتاج لسياق خاص، لكن وفي حال انخرط الإسلاميون في الثورة، فإن ذلك لن يعدو كونه ضربا من ضروب الانتهازية.
من صوت لصالح العدالة والتنمية بالمغرب؟
لقد كان التصويت بالمغرب متنوعا، فقد كان هناك مصوتون مقتنعون منذ زمن طويل، وهناك من صوت ضد تحالف “جي 8″، وأخيرا نجد العدالة والتنمية التي قدمت العرض الأكثر قبولا، والتواصل السهل والوعود التي تدغدغ عواطف أكبر عدد ممكن بالمجتمع المغربي. وعبر انسلاخه شيئا ما عن إيديولوجيته، تمكن أعضاء العدالة والتنمية من الحصول على عدد كبير من الناخبين، فالناس يريدون مسيرين ومدربين جيدين على الصعيد المحلي، وهو ما قام به فعلا حزب العدالة والتنمية.
هل يبقى العدالة والتنمية حزبا إسلاميا؟
مع ممارسة السلطة، سيكون الإسلاميون مجبرين على القيام بتحالفات ولن يتمكنوا من فعل كل ما يريدونه، فهم لا يريدون السلطة بقدر ما يودون الحصول على شيء منها، إنهم يريدون أن يدبروا القضايا اليومية والضغوطات الاجتماعية. وبالتالي فإن عذريتهم ستمس خلال علاقتهم مع السلطة، إذ يجب عليهم ممارسة إسلام لين، ونوع من الشعبية بأقل الأضرار. على أي، فإن قدرتهم على التغيير داخل هذه المنظومة المغلقة ستكون محدودة.
هل لا زال البيجدي يتوفر على الوسائل التي تمكنه من مكافأة ناخبيه ومناضليه؟
هذه نقطة أساسية، لأن هذه النقطة لا تثار بشكل كبير داخل حزب العدالة والتنمية مقارنة مع الأحزاب الأخرى، لكن يجب أن نعلم أنه، داخل العدالة والتنمية، هناك معركة ضروس تدور رحاها بين الأجيال، حيث يجب مكافأة المناضلين القدامي ومؤسسي الحزب بالإضافة إلى شبيبة الحزب.
أكورا بريس: ترجمة ن.ص عن مجلة جون أفريك
.