خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله
يمكنهم أن يضربوا الجميع: وزارات، شركات متعددة الجنسيات، مواقع إلكترونية إخبارية…إنهم “المجهولون” الذين يخشاهم الجميع، والذي يمكنهم زعزعة الأنظمة المعلوماتية بجميع أرجاء العالم. لكن السؤال المطروح: ماذا يريد هؤلاء بالضبط؟
لا يفرّق “القراصنة” بين أهدافهم، إذ يمكنهم استهداف الشركات أو بعض المواقع الكنسية أو ثورات الربيع العربي، حيث يقول البعض إنهم قراصنة دون معتقد ديني أو قانون، بينما يرى فيهم البعض الآخر أشخاصا يبحثون عن لذة كبيرة، فيما تصنفهم فئة أخرى ضمن الثوار القادرين على تغيير العالم…
سنة بعد أخرى بدأ موضوع “الهاكرز” يأخذ بعدا كبيرا، فهؤلاء القراصنة يقومون بعمليات تهدف إلى تعطيل المواقع الالكترونية بحيث يصير أمر الوصول إليها مستحيلا، ولأجل هذا الغرض يقومون بتوظيف برامج معلوماتية عالية الدقة، خصوصا أنه إذا علمنا أن ماستركارد وبايبال ومرورا عبر الحكومة التونسية وصندوق النقد الدولي مواقع ليست محمية ضد هجمات “القراصنة الجدد” الذين يبقون مجهولين دون أن يعرفهم أحد، فهم يتواصلون الآن عبر شبكة التواصل “إي آ رسي” وشعارهم هو قناع الثوري الإنجليزي غاي فاوكس، وهو يحيل إلى القناع الذي يختبئ ورائه بطل فيلم “في فور فينديتا”، الذي يتحدث عن شخصية تحررية وجد مثقفة، تشبه إلى حد ما “روبن هود” الزمن المعاصر، الذي يقود حربا لتحرير إنجلترا من حكومتها الفاشية.
وتختلف محفزات “القراصنة المجهولين” وتتداخل فيما بينها، فقد كانت “ضربتهم الكبرى” سنة 2008 حين أعلنوا الحرب على كنيسة السيانتولوجيا، عبر نشر شرائط فيديو على “اليوتيوب”، لكنهم اكتسبوا شهرة كبيرة حين هاجموا المؤسسات البنكية (ماستركارد، بايبال…) التي أوقفت الموارد المالية لموقع “ويكيليكس”.
وعبر القيام بأعمال القرصنة الالكترونية وتعطيل عمل العديد من المواقع المهمة لساعات، فإن “المجهولين” هم دائما موضوع بحث شرطة العالم بأسره، مع العلم أنهم لا يسرقون أي شيء، إلا أن أعمالهم يعاقب عليها القانون، غير أن هذا لا يمنع أن بعض ما قاموا به كان ذا منفعة. فخلال الربيع العربي، زوّد “القراصنة المجهولون” التونسيين بأدوات مكنتهم من التغلب على الرقابة التي فرضتها الحكومة على الانترنت ومواصلة تواصلهم مع باقي العالم. وفي هذه الآونة، نزل هؤلاء”المجهولون” إلى الشارع بنيويورك لدعم المحتجين الذين دعوا إلى احتلال”وول سترييت”. ترى هل يمكننا لومهم على ذلك؟
ترجمة نبيل الصديقي بتصرف عن موقع www.techyou.fr